ثم قال علي بن إبراهيم قدس الله ضريحه: ولما امر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تعبير الرؤيا، فكان يعبر لأهل السجن فلما سألاه الفتيان الرؤيا عبر لهما (وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك) ولم يفزع في تلك الحال إلى الله تعالى فأوحى الله إليه من أراك الرؤيا؟ ومن حببك إلى أبيك؟ ومن وجه إليك السيارة؟ ومن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا؟ ومن انطق لسان الصبي بعذرك؟ ومن ألهمك تأويل الرؤيا؟ قال: أنت يا رب. قال فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي؟ وأملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي لبث في السجن بضع سنين؟ فقال يوسف: أسألك بحق آبائي عليك الا فرجت عني. فأوحى الله إليه: يا يوسف: وأي حق لآبائك علي. ان كان أبوك آدم خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي وأسكنته جنتي وأمرته ان لا يقرب شجرة منها فعصاني وسألني فتبت عليه، وان كان أبوك نوح انتجبته من بين خلقي وجعلته رسولا إليهم، فلما عصوا دعاني استجبت له وغرقتهم وأنجيته ومن معه في الفلك، وان كان أبوك إبراهيم اتخذته خليلا وأنجيته من النار وجعلتها عليه بردا وسلاما، وان كان أبوك يعقوب وهبت له اثني عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني، فأي حق لآبائك علي؟ قال له جبرئيل: قل يا يوسف: أسألك بمنك العظيم واحسانك القديم. فقالها، فرأى الملك الرؤيا، فكان فرجه فيها.
وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه قال: قال السجان ليوسف اني لأحبك، فقال يوسف: ما أصابني الا من الحب، كانت عمتي أحبتني فسرقتني - أي نسبتني إلى السرقة - وان كان أبي أحبني حسدوني اخوتي، وان كانت امرأة العزيز أحبتني فحبستني، وشكى يوسف في السجن إلى الله تعالى، فقال: يا رب بماذا استحققت السجن؟ فأوحى الله إليه: أنت اخترته حين قلت: (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) هلا قلت العافية أحب إلي مما يدعونني إليه.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما طرح اخوة يوسف، يوسف في