ضعفي وقلة حيلتي وصغري، فنزلت سيارة من أهل مصر فبعثوا رجلا ليستقي لهم الماء من الجب، فلما أدلى الدلو على يوسف تشبث بالدلو فجروه فنظروا إلى غلام من أحسن الناس وجها، فعدوا إلى صاحبهم، فقالوا يا بشرى هذا غلام فنخرجه ونبيعه ونجعله بضاعة لنا، فبلغ إخوته فجاؤوا فقالوا هذا عبد لنا آبق، ثم قالوا ليوسف لئن لم تقر لنا بالعبودية لنقتلنك؟ فقالت السيارة ليوسف ما تقول؟ فقال انا عبدهم فقالت السيارة فتبيعوه منا؟ قالوا نعم، فباعوه على أن يحملوه إلى مصر وشروه بثمن بخس دراهم معدودة كانت ثمانية عشر درهما.
عن الرضا عليه السلام: كانت عشرين درهما وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل.
أقول: المشهور بين الأصحاب رضوان الله عليهم ان في كلب الغنم عشرين درهما وفي كلب الصيد أربعين أو القيمة فيهما، اما البائعون فهم اخوته.
وقيل: باعه الواجدون بمصر، وقيل: ان الذين أخرجوه من الجب باعوه من السيارة. والأصح الأول.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: أعطي يوسف شطر الحسن، والنصف الآخر لباقي الناس.
وفيه أيضا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (وجاؤوا على قميصه بدم كذب) قالوا انهم ذبحوا جديا على قميصه قالوا نعمد إلى قميصه فنلطخه بالدم ونقول لأبينا ان الذئب اكله، فلما فعلوا ذلك قال لهم لاوي يا قوم أتظنون ان الله يكتم هذا الخبر عن نبيه يعقوب فقالوا وما الحيلة؟ قال نقوم ونغتسل ونصلي جماعة ونتضرع إلى الله تعالى ان يكتم ذلك عن أنبيائه انه جواد كريم، فاغتسلوا وكان في سنة إبراهيم وإسحاق ويعقوب انهم لا يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر رجلا فيكون واحد منهم إماما وعشرة يصلون خلفه، قالوا كيف نصنع وليس لنا إمام؟ فقال لاوي نجعل الله إمامنا، فصلوا وبكوا وتضرعوا، وقالوا يا رب اكتم علينا هذا، ثم جاؤوا إلى أبيهم عشاء يبكون ومعهم القميص قد لطخوه بالدم (فقالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) - أي نعدو - (وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب...) الآية.