بهذا الدعاء؟ فقال: ادع بمثله: اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام.
وقال علي بن إبراهيم: ان الملك رأى رؤيا. فقال لوزرائه: اني رأيت في نومي سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف - أي مهازيل - ورأيت سبع سنبلات خضر وآخر يابسات فلم يعرفوا تأويل ذلك، فذكر الذي كان على رأس الملك رؤياه التي رآها، وذكر يوسف بعد سبع سنين، فأرسلوا إليه، فقال (أيها الصديق إفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات) فقال يوسف: (تزرعون سبع سنين متواليات، فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون *) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن - أي سبع سنين - مجاعة شديدة يأكلن ما قدمتم لهن في السبع السنين الماضية.
فرجع الرجل إلى الملك فأخبره بما قال يوسف، (فقال الملك ائتوني به فلما جاء الرسول قال ارجع إلى ربك - يعني الملك - فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ان ربي بكيدهن عليم) فجمع الملك النسوة ف (قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين * ذلك ليعلم اني لم أخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين) - أي لا اكذب عليه الآن كما كذبت عليه من قبل - ثم قالت (وما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء...)، (فقال الملك إئتوني به استخلصه لنفسي... (فلما نظر إلى يوسف (قال إنك لدينا مكين امين) سل حاجتك؟ (قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم) يعني الكناديج والأنابير، فجعله عليهما.
أقول: قوله: (وما أبرئ نفسي..) من كلام يوسف عليه السلام على قول أكثر المفسرين.