وقيل: هو من كلام امرأة العزيز كما قاله علي بن إبراهيم.
والأول أشهر وأظهر. والكندوج شبه المخزن معرب كندود.
وقال علي بن إبراهيم: وكان بينه وبين أبيه ثمانية عشر يوما، وكان في بادية وكان الناس من الآفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما، وكان يعقوب وولده نزولا في بادية فيه مقل، فأخذوا اخوه يوسف من ذلك المقل وحملوا إلى مصر ليمتاروا به.
وقيل: كان بضاعتهم بيع النعل، وكان يوسف يتولى البيع بنفسه، فلما دخل اخوته عليه عرفهم ولم يعرفوه، فلما جهزهم أحسن جهازهم، قال لهم: من أنتم؟ قالوا نحن بنوا يعقوب. قال فما فعل أبوكم؟ قالوا شيخ ضعيف. قال: فلكم أخ غيركم؟ قالوا: لنا أخ من أبينا لامن امنا. قال: فإذا رجعتم إلي فأتوني به، فان لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي قالوا سنراود عنه أباه. قال يوسف لقومه:
هذه البضاعة التي حملوها إلينا، اجعلوها بين رحالهم، حتى إذا رأوها رجعوا إلينا، يعني لا احتمل ان يكون عندهم بضاعة أخرى يرجعون بها إلينا.
فلما رجعوا إلى أبيهم، قالوا: يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا بنيامين نكتل وإنا له لحافظون * قال يعقوب هل آمنكم عليه الا كما آمنتكم على أخيه من قبل * فلما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم في رحالهم التي حملوها إلى مصر، قالوا:
يا أبانا ما نبغي - أي ما نريد - هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا قال يعقوب لن أرسله معكم حتى تحلفوا لي ان تأتوني به الا ان تغلبوا في شأنه.
فخرجوا وقال لهم يعقوب: (لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغنى عنكم من الله من شئ ان الحكم الا لله عليه توكلت) فلما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شئ الا حاجة في نفس يعقوب قضاها وانه لذو علم لما علمناه.
أقول: ان اخوة يوسف عليه السلام لم يعرفوه لطول العهد ومفارقتهم إياه في سن الحداثة وتوهمهم انه هلك وبعد حاله التي رأوه عليها من حين فارقوه.