الباب حتى سمع مجاذبتها إياه على الباب فلما عصاها لم تزل مولعة لزوجها حتى حبسه ودخل معه السجن فتيان، يقول عبدان للملك أحدهما خباز والآخر صاحب الشراب، والذي كذب ولم ير المنام هو الخباز. وسبب حبسهما انه سعى بهما إلى الملك انهما أرادا ان يسماه.
وقال علي بن إبراهيم: ووكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه، فلما دخل السجن قالوا له ما صناعتك؟ قال اعبر الرؤيا، فرأى أحد الموكلين في نومه كما قال أعصر خمرا قال يوسف تخرج من السجن وتصير على شراب الملك وترتفع منزلتك عنده، وقال الآخر: إني أرى في المنام احمل فوق رأسي خبزا تأكل منه الطير، ولم يكن رأى ذلك فقال له يوسف: أنت يقتلك الملك ويصلبك وتأكل الطير من دماغك، فجحد الرجل وقال اني لم أر ذلك، فقال له يوسف قضى الامر الذي فيه تستفتيان.
فلما أراد من رأى في نومه انه يعصر خمرا الخروج من الحبس قال له يوسف: اذكرني عند ربك، فكان كما قال الله عز وجل: (فأنساه الشيطان ذكر ربه).
أقول: قال امين الاسلام الطبرسي: القول في ذلك أن الاستغاثة بالعباد في دفع المضار والتخلص من المكاره جائز غير منكر ولا قبيح، بل ربما يجب وكان نبينا صلى الله عليه وآله يستعين فيما ينوبه بالمهاجرين والأنصار وغيرهم. ولو كان قبيحا لم يفعله فلو صحت هذه الرواية فإنما عوتب عليه السلام على ترك عادته الجميلة في الصبر والتوكل على الله سبحانه في كل أموره دون غيره وقت ابتلائه، وانما كان يكون قبيحا لترك التوكل على الله واقتصر على غيره.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما مضت مدة يوسف عليه السلام في السجن واذن له في دعاء الفرج وضع خده على الأرض ثم قال: اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب. ففرج الله عنه، قلت جعلت فداك أندعو نحن