قال موسى بن حبيب العجلي: حدثتني نخلة بنت عبد الله وهي أم ولد عمر وكانت من العابدات الصالحات قالت: رأيت بعد أن قتل زيد بن علي وصلب ثلاثة أيام فيما يرى النائم كأن نسوة من السماء نزلن عليهن ثياب حسنة، حتى أحدقن بجذع زيد بن علي، ثم جعلن يندبنه وينحن عليه كما تنوح النساء في المأتم.
قالت: ونظرت إلى امرأة قد أقبلت وعليها ثوب لها أخضر يلمع منه نور ساطع، حتى وقفت قريبا من أولئك النساء ثم رفعت رأسها وقالت: يا زيد قتلوك! يا زيد صلبوك!
يا زيد سلبوك! يا زيد إنهم لن تنالهم شفاعة جدك عليه الصلاة والسلام غدا في القيامة. قالت نخلة بنت عبد الله: فقلت لإحدى النسوة تلك: من هذه المرأة الوسيمة من النساء؟ فقالت: هذه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) تسليما كثيرا.
ثم نذكر خبر يحيى بن زيد بن علي بعد ذلك وهربه من يوسف بن عمر إلى جوزجان ومقتله بها رضي الله عنه قال: وخرج يحيى بن زيد من الكوفة هاربا بعد قتل أبيه بشهر أو أقل من ذلك (1) ومعه جماعة من شيعته حتى صاروا إلى نينوى، فانكب على قبر جده الحسين بن علي رضي الله عنهما وجعل يشكو ما نزل به وبأبيه زيد بن علي. ثم خرج من نينوى حتى صار إلى المدائن، وبها يومئذ عامل ليوسف بن عمر يقال له البختري المختار المحاري (2). قال: فنزل يحيى بن زيد [بن] (3) علي على قوم من اليهود، وإذا كتاب يوسف بن عمر قد ورد على البختري أن اطلب يحيى بن زيد بن علي، فقد بلغني أنه قد صار إلى المدائن وقد نزل على قوم من اليهود وقد استجار بهم. قال: فطلبه البختري المختار فأصابه بالمدائن، فقال له: قم فقد جاء كتاب يوسف بن عمر في طلبك والحق أي بلد شئت! وهذه عشرة آلاف درهم لك نفقة! قال: فخرج يحيى بن زيد من المدائن فلم يزل يسير ومعه نفر من شيعته حتى صاروا إلى الري ومن الري إلى قومس، فنزل على رجل من أهلها يقال له