كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٨ - الصفحة ٣٠٦
الاحد لعشرة من المحرم سنة سبع وعشرين ومائة وهو يومئذ ابن أربعين سنة (3).
وصار الامر إلى أخيه إبراهيم بن الوليد، وبلغ ذلك مروان بن محمد بن مروان، فدعا برجل من أصحابه يقال له عاصم بن يزيد بن عبد الله الهلالي فاستخلفه على أرمينية وأذربيجان، ثم شخص من معه من أهل الشام والجزيرة حتى قدم أرض الشام، فلما تقارب من مدينة حمص، خرج إليه أهلها فحاربوه وحاربهم، ثم إنهم اصطلحوا بعد ذلك وبايعوه، ثم سار مروان إلى دمشق، فإذا قد استقبله سليمان بن هشام وأصحابه [فانهزموا] من بين يدي مروان هزيمة قبيحة حتى صاروا إلى دمشق. وأقبل مروان حتى صار إلى دمشق، فخرج إليه إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك فبينما خلع نفسه من الخلافة شهرين وأياما قلائل أقل من عشرة أيام صار الامر إلى مروان بن محمد بن مروان فدخل مدينة دمشق، وأخذ خالد بن يزيد بن عبد الملك (2) وعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فقتلهما جميعا ثم صلبهما على باب الجابية بدمشق، ثم صلى مروان بن محمد بالناس في المسجد الأعظم صلاة الجمعة، وخرج فنزل دير أيوب، فبايعه الناس هنالك وسلموا له الخلافة، وذلك لأربع عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبع (3) وعشرين، فأرسل إلى نصر بن سيار، فأقره على أرمينية وأذربيجان، فاستقام الامر لمروان بن محمد (4) وظهرت الشراة بأرمينية وأذربيجان.

(1) في مدة خلافته ويوم وفاته ومقدار عمره انظر ابن الأثير 3 / 424 (من تحقيقنا) وانظر ثبتا فيه بمصادر ترجمته.
(2) كذا، ولم نعثر فيما لدينا، أن في أولاد يزيد بن عبد الملك من اسمه خالد.
(3) بالأصل (تسع) وما أثبت عن الطبري وابن الأثير.
(4) قام مروان بن محمد بحجة الثأر لمقتل الوليد بن يزيد (الخليفة المظلوم كما سماه) إنما حقيقة حركته هي اشتداد الصراع الدموي بين اليمانية والقيسية (جناحا السلطة الأموية) وقد غلبت القيسية المضرية وتلاوموا فيما بينهم لغلبة اليمانية عليهم وتكاتبوا وتداعوا وبايعوا مروان بن محمد وكان يومئذ شيخ بني أمية ورجلهم الكبير.
وكانت معركة مروان، عملية تصفية حسابات خطيرة بين اليمانية والقيسية حيث جرت بينهما تصفيات وعمليات قتل من الطرفين وبينهما وانتقل الصراع وامتد إلى خراسان ثم إلى مناطق تواجدهما في جميع مناطق الدولة الاسلامية (الطبري - ابن الأثير - الاخبار الطوال).
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست