ذكر كتاب الأمان الذي كتبه أبو جعفر - ليزيد بن [عمر بن] هبيرة بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من عبد الله بن محمد بن [علي بن -] (1) عبد الله بن العباس أبي جعفر أخي أمير المؤمنين أبي العباس، إلى يزيد بن [عمر بن] هبيرة ولمن معه من أهل الشام والعراق وغيرهم ممن نحا إليهم، ومن هم بمدينة واسط من المسلمين والمجاهدين (2)، ومن معهم من نسائهم وأولادهم ومواليهم وعبيدهم، أني قد آمنتكم على أنفسكم أمان الله الذي لا إله إلا هو الذي يعلم من سرائر العباد ما يعلم من علانيتهم أمانا صادقا لا يصيبه غش ولا يخالطه باطل، وقد أعطيت يزيد بن [عمر بن] هبيرة الفزاري عهدا خالصا مؤكدا، وذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذمة أنبيائه المرسلين وملائكته المقربين، وهذا الأمان لك يا يزيد بن [عمر بن] هبيرة ولأصحابك ولمن نحا إليك من قوادك ووزرائك وشيعتك، فأنت وهم آمنون بأمان الله، لا يؤخذون بذنب ولا زلة ولا جريرة ولا بجرم ولا بجناية في سفك دم تعمدا ولا خطأ، ولا بأمر سلف منكم، يا يزيد بن عمر بن هبيرة! وقد أذنت لك بالمقام في مدينة واسط إن شئت، ثم سر عنها إذا شئت أنت ومن معك بدواب وسلاح لا تخاف عدوا سهلا وبرا وبحرا، ولا ينالك أمرا تخافه في ساعة من ليل أو نهار، ولا أدخل في أماني هذا غشا ولا خديعة ولا مكرا، ولا يكون مني إليك ومن ذلك دسيسة مما تخاف من مطعم ومشرب أو لباس، وقد أذنت لك ولأصحابك يا يزيد بالدخول إلى عسكري من أي وقت أحببته إلى وقت رحيلكم من مدينة واسط، فإن نقض عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أبو جعفر أخو أمير المؤمنين أبي العباس فاجعل لك ولأصحابك ولشيعتك من أمنتكم هذه فلا قبل الله منه صرفا ولا عدلا! وعليه من المحرجات الايمان المغلطة، والله شاهد عليه بما أكد على نفسه من هذه الايمان، وكفى بالله وكيلا شاهدا وكفيلا - والسلام -. قال: فلما فرغ من أمانه ختم عليه ووجه به إلى يزيد بن [عمر بن] هبيرة.
قال: فصار يركب في كل يوم إلى أبي جعفر فيسلم عليه ويجلس عنده ساعة ويرجع إلى منزله. فلما كان بعد ذلك اليوم بأيام بلغ أبا جعفر أن يزيد بن [عمر بن]