ابتداء خبر خراسان مع نصر بن سيار وجديع ابن علي الكرماني وأبي مسلم عبد الرحمن بن مسلم وكان السبب في ذلك أن نصر بن سيار الليثي كان متحاملا على غير قومه شديد العصبية على ربيعة واليمن، وكان يقدم بني عمه من بني مضر عليهم، فتولى على كورة من كور خراسان رجلا من مضر من بني كنانة أو من بني أسد وتميم وغيرهم من قبائل مضر ولا يحفل بربيعة ولا باليمن، فغضبوا لذلك، ثم إنهم مشوا إلى رجل من الأزد أزد عمان من بني عم المهلب بن أبي صفرة يقال له جديع بن علي ويعرف بالكرماني، وذلك أنه ولد بكرمان بمدينة يقال لها جيرفت في أيام الأزارقة، وكان جده من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكان هذا الكرماني كبيرا في قومه من الأزد، عظيم القدر والخطر في اليمن، فمشت إليه ربيعة وبنو عمه من الأزد وسائر اليمن فشكوا إليه نصر بن سيار وشدة عصبيته عليهم، وسألوه أن يركب إليه فيكلمه في ذلك، فقال الكرماني: أما إني أردت أن أكلمه في هذا الذي ذكرتم، غير أني ما أعرف كيف يكون موقع كلامي منكم، فقالوا له: صر إليه وقل له ما شئت.
قال: فلما دخل عليه بجل بن نصر بن سيار، فقال: يا مولاي! ما هذا الفعل الذي تفعله؟ تفضل بني عمك على أهل اليمن وساداتهم من غيرهم! قال: فغضب نصر بن سيار من كلامه، ثم أمر به إلى السجن (1)، فانطلقوا به يجرونه جرا عنيفا إلى السجن. فبلغ ذلك أهله وعشيرته فاجتهدوا في تلخيصه في الليل [من] مسيل العذرة الخارجة من السجن وأعلموه بذلك أن صر إلينا منه، وكان رجلا جسيما، فلما كان في وقت هدوء الليل أخذه غلام له ويجعل يشحطه لعظم جسده إلى أن