ذكر مسير [أبي] (1) جعفر المنصور إلى يزيد بن [عمر بن] هبيرة ومحاربته له قال أبو الحسن علي بن محمد المدائني: لما فرغ أمير المؤمنين أبو العباس من قتل بني أمية دعا بأخيه أبي جعفر فضم إليه جيشا كثيفا من أهل العراق وأمره بحرب يزيد بن [عمر بن] (1) هبيرة. قال: فسار أبو جعفر في جيشه حتى نزل على واسط العراق، وبها يومئذ يزيد بن [عمر بن] هبيرة في خلق كثير من أهل الشام، وقد حصن مدينة واسط غاية التحصين. قال: فأمر أبو جعفر بالمجانيق فنصبت على المدينة وجعل يحارب القوم وقد ضرب عسكره حذاء مدينة واسط، فليس من يوم إلا ويقتل من الفريقين خلق، وأكثر القتل في أهل الشام، حتى إذا قتل منهم من قتل ورأوا أنهم لا طاقة لهم بأبي جعفر وأصحابه أقبلوا على يزيد بن [عمر بن] هبيرة وقالوا: أيها الأمير! إن مروان بن محمد بن مروان قد قتل فنحن على ماذا نقتل أنفسنا وعمن تقاتل وليس لنا بالقوم طاقة! وما الرأي ههنا إلا صلح القوم، قال: فعندها بعث يزيد بن [عمر بن] هبيرة أني لست بخارج إليك دون أن تكتب لي كتابا يكون فيه أمان لي ولمن عندي، فأجابه أبو جعفر إلى ذلك ثم كتب إليه هذا الأمان (2):
(٣٤٥)