ابتداء خبر أبي مسلم (2) قال: وكان أبو مسلم في قديم الزمان غلاما حدثا وكان يعمل في السواجير (2) واسمه عبد الرحمن بن مسلم. قال: وكان يخدم قوما من بني عجل بخراسان يقال لهم بنو عيسى بن معقل (3). قال: وكان أبو مسلم مع ذلك غلاما لبيبا حسن الأدب والفهم، فوقع في قلبه حب بني هاشم. قال: وخرج قوم من شيعة ولد العباس يريدون الحج منهم سليمان بن كثير الأحوال ومالك بن الهيثم وقحطبة بن شبيب ولاهز بن قريظ وجماعة ممن يرى رأيهم من ولد العباس، فدفعوا له مالا كانوا قد حملوه من خراسان، وجعلوا يختلفون إليه وأبو مسلم معهم لا يفارقهم، فقال محمد (4) بن علي: من هذا الغلام الذي أراه معكم؟ فقالوا: غلام من أبناء السراجين موالي عيسى بن معقل، فقال محمد: أفحر هو أم عبد؟ فقالوا: أما آل معقل فيزعمون أنه من آلهم، وأما هو فيزعم أنه حر وابن حر، فقال محمد بن علي:
ما أدري ما تقولون، ولكني أراه غلاما عاقلا لبيبا، وأرى فيه علامات بينة، وأرجو أن يكون ممن يتحرك في دولتنا. قال فقال له القوم: أيها الامام! فمتى يكون ذلك فقد طال ملك بني أمية؟ فقال محمد بن علي: هذا والله زماننا وهذا وقت دولتنا! ولقد سمعت آبائي يذكرون أن إذا كانت سنة الحمار فعند ذلك يظهر أمرنا، وتجاب