ذكر أخبار الكميت في أهل البيت رضي الله عنهم وهي أخبار حسان منتخبة قال عبد الله بن زرارة: سمعت أبي يقول: كنا عند أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنهما إذا الكميت قد استأذن، فأذن له فدخل ثم جلس وأنشد أبا جعفر رضي الله عنه قصيدته الميمية حيث يقول: (من لقلب (1) متيم مستهام).
حتى إذا فرغ منها قال أبو جعفر: يا كميت! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت إنك لا تزال مؤيدا ما نصرتنا بلسانك.
قال: ودخل الكميت بن زيد وأخوه الورد بن زيد على أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه في بعض أيام التشريق بمنى فقال الكميت: يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم! قد قلت أبياتا أفلا أنشدكها؟ فقال له أبو جعفر: يا أبا المستهل!
عليك بذكر الله فإنها أيام ذكر، فقال: صدقت يا بن رسول الله! وإني أحب أن تسمعها، فقال: هات ما بدا لك! فأنشده كميت قصيدته التي يقول فيها (2):
ألا أبلغ أمية حيث حلت * وإن خفت المهند والقطيعا (3) قال: فرأيت أبا جعفر وقد حسر عن ذراعيه ثم تحول إلى القبلة ورفع يديه فقال: اللهم اغفر للكميت! يقوله ثلاثا.
قال حكم بن سعيد الأسدي: أخبرني عيسى بن أعين وكان راويا لأبي عبد الله جعفر بن محمد رضي الله عنه قال: كنت أنشد أبا عبد الله أشعار الكميت، فإذا أنشدته مديحه في بني أمية يقول: ما أشعره! وإذا أنشدته فيهم يقول: هذا شاعرنا أهل البيت! فإذا أنشدته شعره في ادعائه بالقبائل يقول: ما أنسبه.
قال أبو ثميلة: قال داود بن مصعب الأسدي: دخلت أنا والكميت بن زيد