وقال: انظر إن قدرت أن تأتيني به أسيرا فافعل! فقال له هشام بن [مساحق بن] عبد الله: أيها الأمير: لك علي أن آتيك به في حبل! قال: ثم خرج هشام بن [مساحق بن] عبد الله فيمن معه من أصحابه حتى نزل العذيب (1)، ورحل يزيد بن المهلب من القطقطانة (2) نحو البصرة، فلم يقدر عليه هشام بن [مساحق بن] عبد الله، فأنشأ بعضهم يقول في ذلك:
وسار ابن المهلب في نفير * وأحجم عنه شيخ بني كنانة (3) وعرس والبنانة كان حزما * ولم يعرف قصور القطقطانة (4) قال: ورجع هشام [بن مساحق] بن عبد الله خائبا إلى الكوفة لم يصنع شيئا.
ومضى يزيد بن المهلب نحو البصرة وعدي بن أرطاة عامل البصرة قد جمع إليه جند أهل البصرة في الآلة والسلاح، وقد تقارب يزيد من البصرة فنزل على مرحلة منها (5)، ثم بعث إلى عدي بن أرطاة: أيها الأمير! إنك حبست إخوتي ومالي وأهل بيتي بلا ذنب كان منهم إليك وذلك أني أنا المطلوب فأخرجهم من حبسك، وأنا أصالحك على أني لا أدخل البصرة ولا أقربها وأخليك وإياها حتى آخذ لنفسي الأمان من أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك، فأبى عليه عدي بن أرطاة أن يقبل ذلك منه. قال: وجعل سادات أهل البصرة يخرجون إلى يزيد بن المهلب، وكلما أتاه واحد منهم أحسن إليه ومناه حتى صار في قريب من ثلاثة آلاف، قال: وقعد عامة أهل البصرة في منازلهم ممن كان يهوى يزيد بن المهلب، حتى بقي عدي بن أرطاة في أصحابه الذين قدموا معه من الشام ونفر يسير من قيس غيلان وبني تميم، وعزم عدي بن أرطاة على محاربة يزيد بن المهلب.
ذكر محاربة عدي بن أرطاة يزيد بن المهلب بالبصرة قال: ثم جمع عدي بن أرطاة أصحابه فقال لهم: اعلموا أنه ليس يتهيأ لي أن