[خلافة المأمون بن هارون الرشيد] (1) قال: وبويع المأمون ببغداد في الشهر الذي قتل فيه محمد الأمين ابن زبيدة والمأمون بخراسان. قال: وقد كان أهل بغداد هموا بالتغلب على طاهر بن الحسين وهموا أن يعقدوا الخلافة لإبراهيم بن المهدي. قال: فعندها كتب طاهر بن الحسين إلى المأمون يخبره بذلك. قال: فبادر المأمون وقدم إلى بغداد بعد قتل محمد ابن زبيدة بشهرين وثمانية عشر يوما. فلما دخل إلى بغداد نزل في القصر الذي يقال له باب الذهب، وأمر ببناء قصره الذي في عسكر المهدي فأخذوا في بنائه.
وفي تلك السنة ظهر ابن طباطبا العلوي (2) بالكوفة مع أبي السرايا (3) السري بن منصور الشيباني (3)، فأرسل إليه المأمون في جيش عظيم، فحاربوه حربا شديدا، فأتى به المأمون فأمر به فضرب عنقه صبرا (4). فلما استقر المأمون ببغداد خرج عليه رجل من العرب يقال له نصر بن شبث.
ذكر خبر نصر بن شبث وخروجه على المأمون بن الرشيد قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الخزاعي عن أبيه عن عبد الصمد عن يحيى عن أبيه قال: كان نصر بن شبث هذا رجلا من قيس غيلان من بني عقيل وكان يسكن مدينة يقال لها كيسوم وكان في عنقه بيعة المخلوع محمد ابن زبيدة، فلما بلغه ما كان من طاهر بن الحسين كأنه غضب لذلك وانتظر أن تأتيه الولاية من عند المأمون، فلم تأته فتغلب على البلاد وكسر الخراج، واجتمع إليه أهل الذعارة.
قال: وبلغ المأمون ذلك فأمر طاهر بن الحسين بالخروج إليه. قال: فسار إليه طاهر في عسكر لجب، حتى إذا تقارب من بلده نزل وكتب إليه وإلى وزير له يقال له