المأمون (1).
وقال شاعر من بغداد في ذلك لما رأى تشاغل محمد بلهوه وبطالته وتخليته التدبير على الفضل وتسليم الأمور إليه:
أضاع الخلافة غش الوزير * وفسق الامام وجهر المشير لواط الأمور أعجوبة * وأعجب منه خلاق الوزير ففضل وزير وبكر مشير * يريدان ما فيه حتف (2) الأمير ومن ليس يحسن غسل استه * ولم يخل من بوله في سرير فلما انتهى إلى الأمين قتل علي بن عيسى بن ماهان واستباحة عسكره وجه عبد الرحمن بن جبلة في عشرين ألف فارس من الأنبار وحمل الأموال معه، وولاه ما بين حلوان إلى ما غلب من أرض خراسان وأمره بسرعة السير، فتوجه حتى نزل همذان وضبط أطرافها واستعد للقاء طاهر بن الحسين. وكان يحيى بن علي بن عيسى لما قتل أبوه هرب في جماعة وأقام بين الري وهمذان، وكتب إليه [محمد الأمين] أن استعد وازحف إلى طاهر! واستقبله طاهر مع جيشه على قاتله قتالا شديدا، فهرب عبد الرحمن ودخل مدينة همذان، فأقام طاهر مع جيشه على باب المدينة وقطع عنهم الماء حتى تبرموا للقتال، فأرسل عبد الرحمن إلى طاهر بن الحسين وسأله الأمان له ولمن معه، فآمنه طاهر ووفى له (3)، وكان عبد الرحمن خائفا من أهل همذان أن يقبضوه، وصالح لما رأى أيضا من ظفر طاهر ونصره وخذلان أصحابه.
وسمي طاهر ذا اليمينين وصاحب حبل الدين (4) لما قتل علي بن عيسى وكاتب إلى المأمون يخبره وأن رأسه في حجره وخاتمه في إصبعه وسلم على المأمون بإمرة المؤمنين.