إلى العراق عليهم عبيد الله بن زياد وقد ذكرنا ما كان من أمره وأمر التوابين من الشيعة بعين الوردة وكان مروان جعل لعبيد الله بن زياد إذ وجهه إلى العراق ما غلب عليه وأمره أن ينهب الكوفة إذا هو ظفر بأهلها ثلاثا قال عوانة فمر بأرض الجزيرة فاحتبس بها وبها قيس عيلان على طاعة ابن الزبير وقد كان مروان أصاب قيسا يوم مرج راهط وهم مع الضحاك بن قيس مخالفين على مروان وعلى ابنه عبد الملك من بعده فلم يزل عبيد الله مشتغلا بهم عن العراق نحوا من سنة.
ثم انه اقبل إلى الموصل فكتب عبد الرحمن بن سعيد بن قيس عامل المختار على الموصل إلى المختار أما بعد فاني أخبرك أيها الأمير أن عبيد الله بن زياد قد دخل أرض الموصل وقد وجه قبلي خيله ورجاله وإني انحزت إلى تكريت حتى يأتيني رأيك وأمرك والسلام عليك.
فكتب إليه المختار أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت كل ما ذكرت فيه فقد أصبت بانحيازك إلى تكريت فلا تبرحن مكانك الذي أنت به حتى يأتيك أمرى إن شاء الله والسلام عليك.
(قال هشام) عن أبي مخنف حدثني موسى بن عامر أن كتاب عبد الرحمن بن سعيد لما ورد على المختار بعث إلى يزيد بن أنس فدعاه فقال له يا يزيد بن أنس ان العالم ليس كالجاهل وان الحق ليس كالباطل واني أخبرك خبر من لم يكذب ولم يكذب ولم يخالف ولم يرتب وانا المؤمنون الميامين الغالبون المساليم وانك صاحب الخيل التي تجر جعابها وتضفر أذنابها حتى توردها منابت الزيتون غائرة عيونها