لما كان زمن الحجاج بن يوسف كنا في دار الحارث بن أبي ربيعة التي في التمارين التي أقطعت بعد زهير بن القين من بني عمرو بن يشكر من بجيلة وكان أهل الشام لا يدخلونها فكنا محتبين فيها، قال: فقلت للفزاري حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين فلم يكن شئ أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين تقدم زهير حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين من جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ اقبل رسول الحسين حتى سلم ثم دخل فقال:
يا زهير بن القين ان أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه، قال فطرح كل انسان ما في يده حتى كائنا على رؤوسنا الطير، قال أبو مخنف - فحدثني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين قالت: فقلت له: أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت، قالت: فاتاه زهير بن القين فما