(قال أبو مخنف) فحدثني أبو جناب الكلبي ان شبث بن ربعي بعث إليه ابنه عبد المؤمن فقال له انما نحن عشيرتك وكف يمينك لا والله لا نقاتلك فثق بذلك منا وكان رأيه قتاله ولكنه كاده ولما أن اجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع حضرت الصلاة فكره كل رأس من رؤس أهل اليمن أن يتقدمه صاحبه فقال لهم عبد الرحمن بن مخنف هذا أول الاختلاف قدموا الرضى فيكم فان في عشيرتكم سيد قراء أهل المصر فليصل بكم رفاعة بن شداد الفتياني من بجيلة ففعلوا فلم يزل يصلى بهم حتى كانت الواقعة.
(قال أبو مخنف) وحدثني وازع ابن السرى أن أنس بن عمرو الأزدي انطلق فدخل في أهل اليمن وسمعهم وهم يقولون ان سار المختار إلى إخواننا من مضر سرنا إليهم وان سار إلينا ساروا إلينا فسمعها منهم رجل وأقبل جوادا حتى صعد إلى المختار على المنبر فأخبره بمقالتهم فقال اما هم فخلقاء لو سرت إلى مضر أن يسيروا إليهم وأما أهل اليمن فأشهد لئن سرت إليهم لا تسير إليهم مضر فكان بعد ذلك يدعو ذلك الرجل ويكرمه.
ثم إن المختار نزل فعبى أصحابه في السوق والسوق إذ ذاك ليس فيها هذا البناء فقال لإبراهيم بن الأشتر إلى أي الفريقين أحب إليك ان تسير فقال إلى أي الفريقين أحببت فنظر المختار وكان ذا رأى.
فكره أن يسير إلى قومه فلا يبالغ في قتالهم فقال سر إلى مضر بالكناسة وعليهم شبث بن ربعي ومحمد بن عمير بن عطارد وانا أسير إلى أهل اليمن.