فقال له سلمة اتق الله واعلم انك ميت ومبعوث ومحاسب ومجزى بعملك ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا ثم افترقا وأقبل المختار حتى انتهى إلى بحر الحيرة يوم الجمعة فنزل فاغتسل فيه وادهن دهنا يسيرا وليس ثيابه واعتم وتقلد سيفه ثم ركب راحلته فمر بمسجد السكون وجبانة كندة لا يمر بمجلس الأسلم على أهله وقال أبشروا بالنصر والفلح اتاكم ما تحبون و اقبل حتى مر بمسجد بني ذهل وبني حجر فلم يجد ثم أحدا ووجد الناس قد راحوا إلى الجمعة فأقبل حتى مر ببني بداء فوجد عبيده بن عمر البدي من كندة فسلم عليه.
ثم قال أبشر بالنصر واليسر والفلج انك أبا عمرو على رأى حسن لن يدع الله لك معه مأثما الا غفره ولا ذنبا الا ستره قال وكان عبيدة من أشجع الناس وأشعرهم وأشدهم حبا لعلي رضي الله عنه وكان لا يصبر عن الشراب فلما قال له المختار هذا القول قال له عبيدة بشرك الله بخير انك قد بشرتنا فهل أنت مفسر لنا قال نعم فالقني في الرحل الليلة ثم مضى.
(قال أبو مخنف) فحدثني فضيل ابن خديج عن عبيدة بن عمر و قال قال لي المختار هذه المقالة ثم قال لي القني في الرحل وبلغ أهل مسجدكم هذا عني أنهم قوم اخذ الله ميثاقهم على طاعته يقتلون المحلين ويطلبون بدماء أولاد النبيين ويهديهم للنور المبين ثم مضى فقال لي كيف الطريق إلى بني هند فقلت له أنظرني أدلك فدعوت بفرسي وقد أسرج لي فركبته قال ومضيت معه إلى بني هند فقال دلني على منزل إسماعيل بن كثير قال فمضيت به إلى منزله فاستخرجته فحياه ورحب به وصافحه وبشره وقال له القني أنت وأخوك الليلة وأبو عمر فاني قد أتيتكم بكل