(قال أبو مخنف) فحدثني الوالبي قال خرجت انا وحميد بن بن مسلم والنعمان بن أبي الجعد إلى المختار ليلة خرج فأتيناه في داره وخرجنا معه إلى معسكره قال فوالله ما انفجر الفجر حتى فرغ من تعبيته فلما أصبح استقدم فصلى بنا الغداة بغلس ثم قرأ والنازعات وعبس وتولى قال فما سمعنا إماما أم قوما أفصح لهجة منه (قال أبو مخنف) حدثني حصيرة بن عبد الله أن ابن مطيع بعث إلى أهل الجبابين فأمرهم ان ينضموا إلى المسجد وقال لراشد بن اياس بن مضارب ناد في الناس فليأتوا المسجد فنادى المنادى الا برئت الذمة من رجل لم يحضر المسجد الليلة فتوافى الناس في المسجد فلما اجتمعوا بعث ابن مطيع شبث بن ربعي في نحو من ثلاثة آلاف إلى المختار وبعث راشد بن اياس في أربعة آلاف من الشرط.
(قال أبو مخنف) فحدثني أبو الصلت التيمي عن أبي سعيد الصيقل قال لما صلى المختار الغداة ثم انصرف سمعنا أصواتا مرتفعة فيما بين بني سليم وسكة البريد فقال المختار من يعلم لنا علم هؤلاء ما هم فقلت له انا أصلحك الله فقال المختار أما لا فألق سلاحك وانطلق حتى تدخل فيهم كأنك نظار.
ثم تأتيني بخبرهم قال ففعلت فلما دنوت منهم إذا مؤذنهم يقيم فجئت حتى دنوت منهم فإذا شبث بن ربعي معه خيل عظيمة وعلى خيله شيبان بن حريث الضبي وهو في الرجالة معه منهم كثرة فلما أقام مؤذنهم تقدم فصلى بأصحابه فقرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها فقلت في نفسي اما والله اني لأرجو ان يزلزل الله بكم وقرأ والعاديات ضبحا فقال