إبراهيم بن الأشتر إلى المختار ليلة الأربعاء.
فدخل عليه فقال له إبراهيم انا اتعدنا للخروج للقابلة ليلة الخميس وقد حدث أمر لا بد من الخروج الليلة قال المختار وما هو قال عرض لي أياس بن مضارب في الطريق ليحبسني بزعمه فقتلته وهذا رأسه مع أصحابي على الباب فقال المختار فبشرك الله بخير فهذا طير صالح و هذا أول الفتح إن شاء الله فقال المختار قم يا سعيد بن منقذ فاشعل في الهرادي النيران ثم ارفعها للمسلمين وقم أنت يا عبد الله بن شداد فناد يا منصور أمت وقم أنت يا سفيان بن ليل وأنت يا قدامة بن مالك فناد يا لثأرات الحسين ثم قال المختار علي بدرعي وسلاحي فأتى به فأخذ يلبس سلاح ويقول:
قد علمت بيضاء حسناء الطلل * واضحة الخدين عجزاء الكفل أني غداة الروع مقدام بطل ثم إن إبراهيم قال للمختار ان هؤلاء الرؤوس الذين وضعهم ابن مطيع في الجبابين يمنعون إخواننا ان يأتونا ويضيقون عليهم فلو أنى خرجت بمن معي من أصحابي حتى آتي قومي فيأتيني كل من قد بايعني من قومي ثم سرت بهم في نواحي الكوفة ودعوت بشعارنا فخرج إلى من أراد الخروج إلينا ومن قدر على إتيانك من الناس فمن اتاك حبسته عندك إلى من معك ولم تفرقهم.
فان عوجلت فأتيت كان معك من تمتنع به وانا لو قد فرغت من هذا الامر عجلت إليك في الخيل والرجال قال له اما لا فاعجل وإياك ان تسير إلى أميرهم تقاتله ولا تقاتل أحدا وأنت تستطيع ان لا تقاتل واحفظ