ان أرعد الفرس واضطرب وكبا فوثب عنه الحر كأنه ليث والسيف في يده وهو يقول:
ان تعقروا بي فأنا ابن الحر * أشجع من ذي لبد هزبر قال: فما رأيت أحدا قط يفرى فريه (1) قال: فقال له أشياخ من الحي أنت قتلته؟ قال: لا والله ما انا قتلته ولكن قتله غيري وما أحب اني قتلته، فقال له أبو الوداك: ولم؟ قال: انه كان زعموا من الصالحين، فوالله لئن كان ذلك اثما لان ألقى الله بإثم الجراحة والموقف أحب إلى من أن ألقاه بإثم قتل أحد منهم، فقال له أبو الوداك: ما أراك الا ستلقى الله باثم قتلهم أجمعين أرأيت لو أنك رميت ذا فعقرت ذا ورميت آخر ووقف موقفا وكررت عليهم وحرضت أصحابك وكثرت أصحابك وحمل عليك وكرهت أن تفر وفعل آخر من أصحابك كفعلك وآخر وآخر كان هذا وأصحابه يقتلون أنتم شركاء كلكم في دمائهم.
فقال له: يا أبا الوداك انك لتقنطنا من رحمة الله ان كنت ولى حسابنا يوم القيامة فلا غفر الله لك ان غفرت لنا، قال: هو ما أقول لك، قال: وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد قتال خلقه الله وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم الا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض، قال: فلما روى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوضونها عن ايمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم، قال: فاخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوض و