ما يجد المرء لابن عمه فأقبلنا إلى ابن مطيع فأخبرناه بعلته وشكواه فصدقنا ولهى عنه قال وبعث المختار إلى أصحابه فأخذ يجمعهم في الدور حوله وأراد ان يثب بالكوفة في المحرم فجاء رجل من أصحابه من شبام وكان عظيم الشرف يقال له عبد الرحمن ابن شريح فلقى سعيد بن منقذ الثوري وسعر بن أبي سعر الحنفي والا سود بن جراد الكندي وقدامة بن مالك الجشمي فاجتمعوا في منزل سعر الحنفي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال.
اما بعد فان المختار يريد أن يخرج بنا وقد بايعناه ولا تدرى أرسله إلينا ابن الحنفية أم لا فانهضوا بنا إلى ابن الحنفية فلنخبره بما قدم علينا به وبما دعانا إليه فان رخص لنا في اتباعه اتبعناه وان نهانا عنه اجتنبناه فوالله ما ينبغي أن يكون شئ من أمر الدنيا أثر عندنا من سلامة ديننا فقالوا له أرشدك الله فقد أصبت ووفقت اخرج بنا إذا شئت فاجمع رأيهم على أن يخرجوا من أيامهم فخرجوا فلحقوا بابن الحنفية وكان امامهم عبد الرحمن بن شريح فلما قدموا عليه سألهم عن حال الناس فخبروه عن حالهم وما هم عليه.
(قال أبو مخنف) فحدثني خليفة بن ورقاء عن الأسود بن جراد الكندي قال قلنا لابن الحنفية ان لنا إليك حاجة قال فسر هي أم علانية قال قلنا لا بل سر قال فرويدا إذا قال فمكث قليلا ثم تنحى جانبا فدعانا فقمنا إليه فبدأ عبد الرحمن بن شريح فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فإنكم أهل بيت خصكم الله بالفضيلة وشرفكم بالنبوة وعظم حقكم على هذه الأمة فلا يجهل حقكم الا مغبون الرأي مخسوس النصيب قد