الكوفة أو خرج هذا الرجل ولم تأتني به وقد سلطتك على دور أهل الكوفة فابعث مراصدة على أفواه السكك وأصبح غدا واستبر الدور وجس خلالها حتى تأتيني بهذا الرجل، وكان الحصين على شرطه وهو من بني تميم.
ثم نزل ابن زياد فدخل وقد عقد لعمرو بن حريث راية وأمره على الناس فلما أصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه واقبل محمد بن الأشعث فقال مرحبا بمن لا يستغش ولايتهم ثم أقعده إلى جنبه وأصبح ابن تلك العجوز وهو بلال بن أسيد الذي آوت أمه ابن عقيل فغدا إلى عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند أمه.
قال: فاقبل عبد الرحمان حتى اتى أباه وهو عند ابن زياد فساره، فقال له ابن زياد: ما قال لك قال: أخبرني ان ابن عقيل في دار من دونا، فنخس بالقضيب في جنبه ثم قال: قم فأتني به الساعة.
قال أبو مخنف: فحدثني قدامة بن (1) سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي: ان ابن الأشعث حين قام ليأتيه بابن عقيل بعث إلى عمرو بن حريث وهو في المسجد خليفته على الناس ان ابعث مع ابن الأشعث ستين أو سبعين رجلا كلهم من قيس، وانما كره ان يبعث معه قومه لأنه