سمعان فعقلها وأقبلوا يزحفون نحوه.
قال أبو مخنف - فحدثني علي بن حنظلة بن أسعد الشامي عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قتل يقال له كثير بن عبد الله الشعبي قال:
لما زحفنا قبل الحسين خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنوب شاك في السلاح.
فقال: يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار ان حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الان أخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة. وكنا أمة وأنتم أمة، ان الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد صلى الله عليه وآله لينظر ما نحن وأنتم عاملون، انا ندعوكم إلى نصرهم وخذ لان الطاغية عبيد الله بن زياد. فإنكم لا تدركون منهما الا بسوء عمر سلطانهما كله ليسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويمثلان بكم ويرقعانكم على جذوع النخل ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهاني بن عروة وأشباهه.
قال: فسبوه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له وقالوا: والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله سلما فقال لهم: عباد الله وان ولد فاطمة رضوان الله عليها أحق بالود والنصر من ابن سمية فان لم تنصروهم فأعيذكم بالله ان تقتلوهم فخلوا بين هذا الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمري أن يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
قال: فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: اسكت اسكت الله