برئت من دين المحكمينا * وذاك فينا شر دين دينا ثم إن قتالنا وقتالهم اشتد ساعة من النهار ثم انهم هزمونا حين ارتفع الضحى فقتلوا صاحبنا وحووا عسكرنا فخرجنا منهزمين حتى تلقانا عبد الله بن حملة على مسيرة ساعة من تلك القرية التي يقال لها ببنات تلى فردنا فأقبلنا معه حتى نزل بيزيد ابن أنس فبتنا متحارسين حتى أصبحنا فصلينا الغداة ثم خرجنا على تعبية حسنة فجعل على ميمنته الزبير بن حريمة من خثعم وعلى ميسرته ابن أقيصر القحافي من خثعم وتقدم في الخيل و الرجال وذلك يوم الأضحى فاقتتلنا قتالا شديدا ثم انهم هزمونا هزيمة قبيحة وقتلونا قتلا ذريعا وحووا عسكرنا وأقبلنا حتى انتهينا إلى عبيد الله بن زياد فحدثناه بما لقينا.
(قال أبو مخنف) وحدثني موسى بن عامر قال اقبل إلينا عبد الله بن حملة الخثعمي فاستقبل فل ربيعة بن المخارق الغنوي فردهم ثم جاء حتى نزل ببنات تلى فلما أصبح غادوا وغادينا فتطارت الخيلان من أول النهار ثم انصرفوا وانصرفنا حتى إذا صلينا الظهر خرجنا فاقتتلنا ثم هزمنا هم قال ونزل عبد الله بن حملة فأخذ ينادى أصحابه الكرة بعد الفرة يا أهل السمع والطاعة فحمل عليه عبد الله بن قراد الخثعمي فقتله وحوينا عسكرهم وما فيه وأتى يزيد بن انس بثلثمائة أسير وهو في السوق فأخذ يومى بيده ان اضربوا أعناقهم فقتلوا من عند آخرهم وقال يزيد ابن انس ان هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي فما أمسى حتى مات فصلى عليه ورقاء بن عازب ودفنه فلما رأى ذلك أصحابه أسقط في أيديهم وكسر موته قلوب أصحاب وأخذوا في دفنه