ثم قال لهم ابرزوا لهم بالعراء وقدموني في الرجال.
ثم إن شئتم فقاتلوا عن أميركم وان شئتم ففروا عنه قال فأخرجناه في ذي الحجة يوم عرفة سنة 66 فأخذنا نمسك أحيانا بظهره فيقول اصنعوا كذا اصنعوا كذا وافعلوا كذا فيأمر بأمره ثم لا يكون بأسرع من أن يغلبه الوجع فيوضع هنيهة ويقتتل الناس وذلك عند شفق الصبح قبل شروق الشمس قال فحملت ميسرتهم على ميمنتنا فاشتد قتالهم وتحمل ميسرتنا على ميمنتهم فتهزمها ويحمل ورقاء بن عازب الأسدي في الخيل فهزمهم فلم يرتفع الضحى حتى هزمناهم وحوينا عسكرهم.
(قال أبو مخنف) وحدثني موسى بن عامر العدوي قال انتهينا إلى ربيعة بن المخارق صاحبهم وقد انهزم عنه أصحابه وهو نازل ينادى يا أولياء الحق ويا أهل السمع والطاعة إلى انا ابن المخارق قال موسى فأما أنا فكنت غلاما حدثا فهبته ووقفت ويحمل عليه عبد الله بن ورقاء الأسدي وعبد الله بن ضمرة العذري فقتلاه.
(قال أبو مخنف) وحدثني عمرو بن مالك أبو كبشة القيني قال كنت غلاما حين راهقت مع أحد عمومتي في ذلك العسكر فلما نزلناه بعسكر الكوفيين عبانا ربيعة بن المخارق فأحسن التعبية وجعل على ميمنته ابن أخيه وعلى ميسرته عبد ربه السلمي وخرج هو في الخيل والرجال و قال يا أهل الشام انكم انما تقاتلون العبيد الإباق وقوما قد تركوا الاسلام وخرجوا منه ليست لهم تقية ولا ينطقون بالعربية قال فوالله ان كنت لأحسب أن ذلك كذلك حتى قاتلناهم قال فوالله ما هو الا أن اقتتل الناس إذا رجل من أهل العراق يعترض الناس بسيفه وهو يقول