قال ولم يزل المختار يعرف بشدة النفس وقلة البقيا على أهل اليمن وغيرهم إذا ظفر فسار إبراهيم بن الأشتر إلى الكناسة وسار المختار إلى جبانة السبيع فوقف المختار عند دار عمر بن سعد بن أبي وقاص وسرح بين يديه احمر بن شميط البجلي ثم الأحمسي وسرح عبد الله بن كامل الشاكري.
وقال لابن شميط الزم هذه السكة حتى تخرج إلى أهل جبانة السبيع من بين دور قومك وقال لعبد الله ابن كامل الزم هذه السكة حتى تخرج على جبانة السبيع من دار آل الأخنس بن شريق ودعاهما فأسر إليهما ان شبا ما قد بعثت تخبرني انهم قد أتوا القوم من ورائهم فمضيا فسلكا الطريقين اللذين أمرهما بهما.
وبلغ أهل اليمن مسير هذين الرجلين إليهم فاقتسموا تينك السكتين فاما السكة التي في دبر المسجد أحمس فإنه وقف فيها عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني وإسحاق بن الأشعث وزحر بن قيس واما السكة التي تلى الفرات.
فإنه وقف فيها عبد الرحمن بن مخنف وبشير بن جرير بن عبد الله وكعب بن أبي كعب ثم إن القوم اقتتلوا كأشد قتال اقتتله قوم ثم إن أصحاب احمر بن شميط انكشفوا وأصحاب عبد الله بن كامل أيضا فلم يرع المختار الا وقد جاءه الفل قد اقبل فقال ما ورائكم قالوا هزمنا قال فما فعل احمر ابن شميط قالوا تركناه قد نزل عند مسجد القصاص يعنون مسجد أبي داود في وادعة وكان يعتاده رجال أهل ذلك الزمان يقصون فيه وقد نزل معه أناس من أصحابه.