عمي عنه غيركم ألستم تعلمون انكم انما خرجتم تطلبون شريعته و امره فأمره لكم قائد والكتاب لكم امام وانما تتبعون سنته وأثره فقالوا بلى فقال أليس حكمكم في وليكم حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وليه وحكمكم في عدوكم حكم النبي صلى الله عليه وآله في عدوه وعدوكم اليوم عدو الله وعدو النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كما أن عدو النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ هو عدو الله وعدوكم اليوم فقالوا نعم.
قال فقد انزل الله تبارك وتعالى (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) وقال (لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) فقد حرم الله ولايتهم والمقام بين أظهرهم وإجازة شهادتهم واكل ذبائحهم وقبول علم الدين عنهم ومناكحتهم ومواريثهم وقد احتج الله علينا بمعرفة هذا وحق علينا ان نعلم هذا الدين الذين خرجنا من عندهم ولا نكتم ما انزل الله والله عز وجل يقول:
(ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) فاستجاب له إلى هذا الرأي جميع أصحابه فكتب من عبيد الله نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن صفار وعبد الله بن أباض ومن قبلهما من الناس سلام على أهل طاعة الله من عباد الله فان من الامر كيت وكيت فقص هذه القصة ووصف هذه ألصقه ثم بعث بالكتاب إليهما فأتيا به فقرأه عبد الله بن صفار فأخذه فوضعه خلفه فلم يقرأ على الناس خشية ان يتفرقوا ويختلفوا فقال له عبد الله بن أباض مالك لله أبوك أي شئ أصبت ان قد أصيب إخواننا أو أسر