على، فقال: نادى بقتله فناديت بقتله، فلم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين، فقال عمرو بن سعيد وضحك:
عجت نساء بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
ولم يكن زين العابدين عليه السلام يكلم أحدا في الطريق حتى بلغوا باب يزيد.
فروى عن روح بن زنباع الجدامي عن أبيه عن العذري ابن ربيعة ابن عمرو الجرشى قال: انا عند يزيد بن معاوية إذ أقبل زحر بن قيس المذحجي على يزيد فقال: ويلك ما وراءك؟ قال: ابشر بفتح الله ونصره ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته وستين رجلا من شيعته، فسرنا إليهم وسألناهم ان يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فعدونا عليهم من شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل ناحية حتى إذا اخذت السيوف مأخذها، جعلوا يلجأون إلى غير وزر ويلوذون بالأكمام والحفر لوذا كما لاذ الحمام الصقر، فوالله يا أمير المؤمنين ما كان الا جزر جزور أو نومة قائل، حتى اتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، ووجوههم معفرة، وثيابهم بالدماء مرملة، تصهرهم الشمس وتسقى عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم، بقاع قرقر سبسب، لا مكفنين ولا موسدين فقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتله.
ونقلت من تاريخ دمشق عن ربيعة بن عمرو الجرشى قال: انا عند يزيد إذ سمعت صوت مخفر يقول: هذا مخفرة بن ثعلبة اتى