الأمير ونعم أخو العشيرة أنت والله من نأمنه بالغيب ونستنصحه في المشورة ونحمده على كل حال انا سمعنا الله عز وجل يقول في كتابه " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة - إلى قوله - وبشر المؤمنين " ان القوم قد استبشروا بيعتهم التي بايعوا انهم قد تابوا من عظيم جرمهم وقد توجهوا إلى الله وتوكلوا عليه ورضوا بما قضى الله ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير والسلام عليك فلما أتاه هذا الكتاب قال استمات القوم أول خبر يأتيكم عنهم قتلهم وأيم الله ليقتلن كراما مسلمين ولا والذي هو ربهم لا يقتلهم عدوهم حتى تشتد شوكتهم وتكثر القتلى فيما بينهم " قال أبو مخنف " فحدثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر وعبد الرحمن بن جندب عن عبد الرحمن بن غزية قال خرجنا من هيت حتى انتهينا إلى قرقيسيا فلما دنونا منها وقف سليمان بن صرد فعبانا تعبية حسنة حتى مررنا بجانب قرقيسيا فنزلنا قريبا منها وبها زفر بن الحارث الكلابي قد تحصن بها من القوم ولم يخرج إليهم فبعث سليمان المسيب بن نجبة فقال ائت ابن عمك هذا فقل له فليخرج إلينا سوقا فانا لسنا إياه نريد انما صمدنا لهؤلاء المحلين فخرج المسيب بن نجبة حتى انتهى إلى باب قرقيسيا فقال افتحوا ممن تحصنون فقالوا من أنت قال انا المسيب بن نجبة فأتى الهذيل ابن زفر إياه فقال هذا رجل حسن الهيئة يستأذن عليك وسألناه من هو فقال المسيب بن نجبة قال وانا إذ ذاك لا علم لي بالناس ولا اعلم أي الناس هو فقال لي أبي أما تدرى أي بني من هذا هذا فارس
(٢٩٤)