عطش الحسين حتى اشتد عليه العطش فدنا ليشرب من الماء، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه، فجعل يتلقى الدم من فمه ويرمى به إلى السماء، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم جمع يديه فقال: اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تذر على الأرض منهم أحدا.
قال هشام: عن أبيه محمد بن السائب عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال: حدثني من شهد الحسين في عسكره: ان حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات، قال: فقال رجل من بني أبان بن دارم: ويلكم حولوا بينه وبين الماء لا تتأم إليه شيعته، قال: وضرب فرسه واتبعه الناس حتى حالوا بينه وبين الفرات، فقال الحسين اللهم أظمه، قال: وينتزع الأباني بسهم فأثبته في حنك الحسين، قال:
فانتزع الحسين السهم ثم بسط كفيه فامتلأتا دما.