فقال لهم ورقاء يا قوم ماذا ترون انه قد بلغني أن عبيد الله بن زياد قد أقبل إلينا في ثمانين ألفا من أهل الشام فاخذوا يتسللون ويرجعون ثم إن ورقاء دعا رؤوس الأرباع وفرسان أصحابه فقال لهم يا هؤلاء ماذا ترون فيما أخبرتكم انما أنا رجل منكم ولست بأفضلكم رأيا فأشيروا على فان ابن زياد قد جاءكم في جند أهل الشام الأعظم وبجلتهم وفرسانهم و أشرافهم ولا أرى لنا ولكم بهم طاقة على هذه الحال.
وقد هلك يزيد بن انس أميرنا وتفرقت عنا طائفة منا فلو انصرفنا اليوم من تلقاء أنفسنا قبل ان تلقاهم وقبل أن نبلغهم فيعلموا انا انما ردنا عنهم هلاك صاحبنا فلا يزالوا لنا هائبين لقتلنا منهم أميرهم ولانا انما نعتل لانصرافنا يموت صاحبنا وانا ان لقيناهم اليوم كنا مخاطرين فان هزمنا اليوم لم تنفعنا هزيمتنا إياهم من قبل اليوم قالوا فإنك نعما رأيت انصرف رحمك الله فانصرف فبلغ منصرفهم ذلك المختار أهل الكوفة فأوجف الناس ولم يعلموا كيف كان الامر ان يزيد بن انس هلك وان الناس هزموا فبعث إلى المختار عامله على المدائن عينا له من أنباط السواد فأخبره الخبر فدعا المختار إبراهيم بن الأشتر فعقد له على سبعة آلاف رجل ثم قال له سر حتى إذا أنت لقيت جيش ابن انس فارددهم معك ثم سر حتى تلقى عدوك فتناجزهم فخرج إبراهيم فوضع عسكره بحمام أعين.
(قال أبو مخنف) فحدثني أبو زهير النضر بن صالح قال لما مات يزيد بن أنس التقى اشراف الناس بالكوفة فأرجفوا بالمختار وقالوا قتل يزيد بن انس ولم يصدقوا انه مات أخذوا يقولون والله لقد تأمر علينا هذا