عنا يزيد بن الحارث وصمد هو في بقية أصحابه نحو شبث بن ربعي (قال أبو مخنف) فحدثني الحارث بن كعب ان إبراهيم لما اقبل نحونا رأينا شبثا وأصحابه ينكصون ورائهم رويدا رويدا فلما دنا إبراهيم من شبث وأصحابه حمل عليهم وأمرنا يزيد بن انس بالحملة عليهم فحملنا عليهم فانكشفوا حتى انتهوا إلى أبيات الكوفة وحمل خزيمة بن نصر على يزيد بن الحارث بن رؤيم فهزمه وازدحموا عليه أفواه السكك وقد كان يزيد بن الحارث وضع رامية على أفواه السكك فوق البيوت واقبل المختار في جماعة الناس إلى يزيد بن الحارث فلما انتهى أصحاب المختار إلى أفواه السكك رمته تلك الرامية بالنبل فصدوهم عن دخول الكوفة من ذلك الوجه ورجع الناس من السبخة منهزمين إلى ابن مطيع وجاءه قتل راشد بن اياس فأسقط في يده (قال أبو مخنف) فحدثني يحيى بن هاني قال قال عمرو بن الحجاج الزبيدي لابن مطيع أيها الرجل لا يسقط في خلدك ولا تاق بيدك اخرج إلى الناس فاندبهم إلى عدوك فاغزهم فان الناس كثير عددهم وركلهم معك الا هذه الطاغية التي خرجت على الناس والله مخزيها ومهلكها وانا أول منتدب معي طائفة ومع غيري طائفة قال فخرج ابن مطيع فقام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان من أعجب العجب عجزكم عن عصبة منكم قليل عددها خبيث دينها ضالة مضلة اخرجوا إليهم فامنعوا منهم حريمكم وقاتلوهم عن مصركم وامنعوا منهم فيئكم والا والله ليشاركنكم في فيئكم من لاحق له فيه والله لقد بلغني ان فيهم خمسمائة رجل من محرريكم
(٣٣٨)