وراءهم أبا الجويرية العبدي في سبعين فارسا يسترون الناس فإذا مروا برجل قد سقط حمله أو بمتاع قد سقط قبضه حتى يعرفه فان طلب أو ابتغى بعث عليه فاعلمه.
فلم يزالوا كذلك حتى مروا بقرقيسيا من جانب البر فبعث إليهم زفر من الطعام والعلف مثل ما كان بعث إليهم في المرة الأولى وأرسل إليهم الأطباء وقال أقيموا عندنا ما أحببتم فان لكم الكرامة والمواساة فأقاموا ثلاثا ثم زود كل امرئ منهم ما أحب من الطعام والعلف قال وجاء سعد بن حذيفة بن اليمان حتى انتهى إلى هيت فاستقبله الاعراب فأخبروه بما لقى الناس فانصرف فتلقى المثنى بن مخربة العبدي بصندوداء فأخبره فأقاموا حتى جاءهم الخير أن رفاعة قد أظلكم فخرجوا حين دنا من القرية فاستقبلوه فسلم الناس بعضهم على بعض وبكى بعضها لي بعض وتناعوا إخوانهم فأقاموا بها يوما وليلة فانصرف أهل المدائن إلى المدائن وأهل البصرة إلى البصرة واقبل أهل الكوفة إلى الكوفة فإذا المختار محبوس.
(قال هشام) قال أبو مخنف عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أدهم بن محرز الباهلي انه اتى عبد الملك بن مروان ببشارة الفتح قال فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
اما بعد فان الله قد أهلك من رؤس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضلالة سليمان بن صرد الا وان السيوف تركت رأس المسيب بن نجبة خذاريف الا وقد قتل الله من رؤسهم رأسين عظيمين ضالين مضلين عبد الله بن سعد أخا الأزد وعبد الله بن وال أخا بكر بن وائل فلم يبق بعد هؤلاء