والثبور إذا انا هلكت. قال: ثم جاء بها حتى أجلسها عندي، وخرج إلى أصحابه، فأمرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض، وأن يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم.
قال أبو مخنف - عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال: فلما أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون ويدعون ويتضرعون. قال: فمر بنا خيل لهم تحرسنا وان حسينا ليقرأ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين (1) ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال: نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم، قال:
فعرفته وقلت لبرير بن حضير: تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: هذا أبو حرب السبيعي عبد الله بن شهر وكان مضحاكا بطالا وكان شريفا شجاعا فاتكأ، وكان سعيد بن قيس ربما حبسه في جناية، وقال له برير بن حضير: يا فاسق أنت يجعلك الله في الطيبين؟ فقال له: من أنت؟ قال:
انا برير بن حضير، قال انا لله عز على هلكت والله هلكت والله يا برير، قال:
يا أبا حرب هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام؟ فوالله انا لنحن الطيبون، ولكنكم لأنتم الخبيثون، قال: وانا على ذلك من الشاهدين، قلت: ويحك أفلا ينفعك معرفتك؟ قال جعلت فداك فمن ينادم يزيد بن