يجيبهم إلى ذلك وقال فيما يعتب له المختار انه تأمر علينا بغير رضى منا وزعم أن ابن الحنفية بعثه إلينا وقد علمنا أن ابن الحنفية لم يفعل وأطعم موالينا فيئنا وأخذ عبيدنا فحرب بهم يتامانا وأراملنا وأظهر هو وسبايته البراءة من أسلافنا الصالحين قال فرحب بهم كعب بن أبي كعب وأجابهم إلى ما دعوه إليه.
(قال أبو مخنف) فحدثني أبي يحيى بن سعيد ان أشراف أهل الكوفة قد كانوا دخلوا على عبد الرحمن بن مخنف فدعوه إلى أن يجيبهم إلى قتال المختار فقال لهم يا هؤلاء انكم ان أبيتم الا ان تخرجوا لم اخذ لكم وان أنتم أطعتموني لم تخرجوا فقالوا لم قال لأني أخاف أن تتفرقوا وتختلفوا وتتخاذلوا ومع الرجل والله شجعاؤكم وفرسانكم من أنفسكم أليس معه فلان وفلان ثم معه عبدكم ومواليكم وكلمة هؤلاء واحدة وعبيدكم ومواليكم أشد حنقا عليكم من عدوكم فهو مقاتلكم بشجاعة العرب وعداوة العجم وان انتظرتموه قليلا كفيتموه بقدوم أهل الشام أو بمجئ أهل البصرة فتكونوا قد كفيتموه بغيركم ولم تجعلوا بأسكم بينكم قالوا ننشدك الله ان تخالفنا وان تفسد علينا رأينا وما قد اجتمعت عليه جماعتنا قال فانا رجل منكم فإذا شئتم فاخرجوا فسار بعضهم إلى بعض وقالوا انتظروا حتى يذهب عنه إبراهيم بن الأشتر قال فأمهلوا حتى إذا بلغ ابن الأشتر ساباط وثبوا بالمختار قال فخرج عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني في همدان في جبانة السبيع وخرج زحر بن قيس الجعفي وإسحاق ابن محمد بن الأشعث في جبانة كندة.
(قال هشام) فحدثني سليمان بن محمد الحضرمي قال خرج إليهما