وقال سراقة بن مرداس البارقي يا نفس الا تصبري تلبمى * لا تتولى عن أبي حكيم واستخرج من دور الوادعيين خمسمائة أسير فأتى بهم المختار مكتفين فأخذ رجل من بني نهد وهو من رؤساء أصحاب المختار يقال له عبد الله بن شريك لا يخلو بعربي الا خلى سبيله فرفع ذلك المختار درهم مولى لبني نهد فقال له المختار اعرضوهم على وانظروا كل من شهد منهم قتل الحسين فأعلموني به فاخذوا لا يمر عليه برجل قد شهد قتل الحسين الا قيل له هذا ممن شهد قتله فيقدمه فيضرب عنقه حتى قتل منهم قبل أن يخرج مائتين وثمانية وأربعين قتيلا أخذ أصحابه كلما رأوا رجلا قد كان يؤذيهم أو يماريهم أو يضربهم خلوا به فقتلوه حتى قتل ناس كثير منهم وما يشعر بهم المختار.
فأخبر بذلك المختار بعد فدعى بمن بقى من الأسارى فأعتقهم و أخذ عليهم المواثيق أن لا يجامعوا عليه عدوا ولا يبغوه ولا أصحابه غائلة الا سراقة بن مرداس البارقي فإنه أمر به أن يساق معه إلى المسجد قال ونادى منادى المختار انه من أغلق بابه فهو آمن الا رجلا شرك في دم آل محمد صلى الله عليه وسلم.
(قال أبو مخنف) حدثني المجالد بن سعيد عن عامر الشعبي ان يزيد بن الحارث بن يزيد بن رؤيم وحجار بن أبجر بعثا رسلا لهما فقالا لهم كونوا من أهل اليمن قريبا فان رأيتموهم قد ظهروا فأيكم سبق إلينا فليقل صرفان وان كانوا هزموا فليقل جمزان فلما هزم أهل اليمن أتتهم رسلهم فقال لهم أول من انتهى إليهم جمزان.