نتيسر ونتهيأ فإذا علمنا أن عدونا قد شارف بلدنا خرجنا إليهم بجماعتنا فقاتلناهم وتكلم إبراهيم بن محمد بنحو من هذا الكلام قال فحمد الله سليمان بن صرد وأثنى عليه.
ثم قال لهما اني قد علمت أنكما قد محضتما في النصيحة واجتهدتما في المشورة فنحن بالله وله وقد خرجنا لأمر ونحن نسأل الله العزيمة على الرشد والتسديد لأصوبه ولا ترانا الا شاخصين إن شاء الله ذلك فقال عبد الله بن يزيد فأقيموا حتى نعبي معكم جيشا كثيفا فتلقوا عدوكم بكثف وجمع وحد فقال له سليمان تنصرفون ونرى فيما بيننا وسيأتيكم إن شاء الله رأى.
(قال أبو مخنف) عن عبد الجبار يعنى ابن عباس الهمداني عن عون بن أبي جحيفة السوائي قال ثم إن عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة عرضا على سليمان ان يقيم معهما حتى يلقوا جموع أهل الشام على أن يخصاه وأصحابه بخراج جوخى خاصة لهم دون الناس فقال لهما سليمان انا ليس للدنيا خرجنا وانما فعلا ذلك لما قد كان بلغهما من اقبال عبيد الله بن زياد نحو العراق وانصرف إبراهيم بن محمد وعبد الله بن يزيد إلى الكوفة واجمع القوم على الشخوص واستقبال ابن زياد ونظروا فإذا شيعتهم من أهل البصرة لم يوافوهم لميعادهم ولا أهل المدائن فأقبل ناس من أصحابه يلومونهم فقال سليمان لا تلوموهم فإني لا أراهم الا سيسرعون إليكم لو قد انتهى إليكم خبركم حين مسيركم ولا أراهم خلفهم ولا أقعدهم الا قلة النفقة وسوء العدة فأقيموا ليتيسروا