لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبح فقال:
أصبحت أكره الحق فقال علي صدق حذيفة.
أصبح يكره الموت والموت حق فقال عمر:
وقال حذيفة: إنه يحب الفتنة.
فقال الإمام صدق.
يحب المال والولد والله تعالى يقول: (إنما أموالكم فتنة).
فقال عمر: وقال حذيفة:
أشهد بما لم أره. فقال الإمام صدق.
يشهد بالوحدانية، والموت، والبعث، والقيامة، والجنة، والنار، والصراط وهو لم ير ذلك كله وقال عمر:
قال حذيفة: إنه يصلي على غير وضوء. فقال الامام:
صدق حذيفة. إنه يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عمر: يا أبا الحسن إن حذيفة قال: أكبر من ذلك. إن له في الأرض ما ليس لله في السماء. قال الامام: صدق حذيفة. لأن له في الأرض زوجة، وله ولد وتعالى الله عن الزوجة، والولد. فقال عمر:
كاد يهلك ابن أم عمر ولولا علي لهلك عمر.
ثم قال الأستاذ الباقوري:
وأنت إذا تأملت في هذه النماذج من أقضية الإمام كرم الله وجهه فإنك لا ترى بدا من القول بأن عليا قد جمع الله له من الفقه في الدين والبصر بروح الشريعة ما لم يجمعه لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه