أما بعد: فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين أجلي، فمن عقلها، ووعاها، فليحدث بها حيث انتهت إليه راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي:
إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل آية الرجم فقرأناها، ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل:
والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله.
والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال، والنساء إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف.
ثم إنا كنا نقرأ من كتاب الله:
أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم (1) أو أن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ألا ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله...
الخ (2).