ولما كان لهذا التقسيم القبلي السباعي أثره السيء، ترى أن زياد بن أبيه اضطر إلى تعديل هذه الأسباع تعديلا جذريا - سنة خمسين هجرية - حيث جعلها رباعية بدلا من السباعية التي كانت منذ تقسيم عمر لها.
وكان الهدف من هذه الأرباع هو أن يخفف من حدة العصبية بين القبائل المستقرة في الكوفة فأراد أن يجمع بين كل قبيلتين في ربع واحد بحيث تكون إحداهما نزارية والأخرى يمنية ولقد استطاع أن يحقق ذلك، فهو بعد أن جمع أهل المدينة في الربع الأول جمع بين تميم وهمدان في الربع الثاني، وبين بكر وكندة في الربع الثالث، وبين أسد ومذحج في الربع الرابع (1).
وقال الدكتور شكري فيصل:
ولكن لا تكاد تبنى الكوفة حتى نرى تخطيطا قائما على أساس من توزع القبائل... وقد كان المشرفون على تنظيم الكوفة جديرين أن يوزعوا أرضها بين الناس من حيث هم أفراد في هذا المجتمع المدني الناشئ الذي يقبلون عليه [ويراد منه المجتمع الإسلامي] (2) لا من حيث هم أعضاء في المجتمع القبلي الذي جاءوا منه [ويراد به الفكر الجاهلي (3)] (4).
* * *