(لو قيل يعقل عنه عصبته المسلمون كان حسنا لأن ميراثه لهم على الأصح) وقد عرفت ظهور بعض النصوص في تبعية العقل للإرث، وفيه ما عرفت من أن تحمل العاقلة على خلاف الأصل الذي يجب فيه الاقتصار على المتيقن، وهو مراعاة الابتداء والانتهاء في العقل.
نعم لو قلنا بعقل المسلم للمرتد اتجه حينئذ هنا العقل ضرورة أولوية المفروض بذلك نظرا إلى ابتداء الجناية حال الاسلام إلا أن التحقيق عدم عقل المسلم للكافر وبالعكس لانقطاع الموادة بينهم والانتصار، ولما تقدم (1) من أن أمير المؤمنين عليه السلام كتب إلى عامله بالموصل أن يجمع قرابته المسلمين ويفض الدية عليهم، ولقوله عليه السلام في خبر السكوني (2) " في رجل أسلم ثم قتل رجلا خطأ أقسم الدية على نحوه من الناس ممن أسلم وليس له مال (3) " وإذا لم يعقل الكافر المسلم فالعكس أولى، وإن أمكن المناقشة بمنع الأولوية لأن المسلم يرث الكافر من غير عكس كما أنه لم نجد عاملا بمضمون الخبر المزبور من عقل من كان مثله ممن أسلم مع عدم كونها من عصبته، والله العالم.
(وحيث) قد من الله تعالى شأنه علينا بقبول توسلنا بمحمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته خصوصا أسد الله الغالب، باب مدينة العلم منهم، الذي كان استمدادنا وإمدادنا من أنواره بأن وفقنا لأن (أتينا بما قصدناه ووفينا بما وعدناه فلنحمد الله) تعالى شأنه ونشكره على نعمه الوافرة وأياديه المتظافرة وآلائه المتكاثرة إذ هو (الذي) وفقنا وهدانا و (جعلنا عند تبدد الأهواء وتعدد الآراء من المتمسكين ب) عروته الوثقى وحبله المتين وركنه القويم وصراطه المستقيم والتابعين ل (- مذهب أعظم العلماء