فأقام فيها مولى للعباس بن عبد المطلب رحمه الله، وكان بارعا في الكذب على المسلمين يزعم أنه يجد صفاتهم في الكتب، وكان المسلمون يعجبون بذلك ويتعجبون له، ولم يلبث أن كذب على عمر نفسه فزعم له أنه يجد صفته.
التوراة فعجب عمر وقال: تجد اسم عمر في التوراة؟ قال كعب: لا أجد اسمك وإنما أجد صفتك (1).
وكان الأستاذ سعيد الأفغاني قد نشر مقالا بمجلة الرسالة المصرية قال فيه:
إن وهب بن منبه هو الصهيوني الأول، فصححت هذا الرأي بمقال نشر في العدد 656 من هذه المجلة أثبت فيه بالأدلة القاطعة أن كعب الأحبار هو الصهيوني الأول.
وما كاد هذا المقال ينشر حتى هب في وجهنا شيوخ الأزهر وأمطرونا وابلا من طعنهم المعروف وقالوا: كيف تصف (سيدنا كعبا) بأنه الصهيوني الأول، وهو من كبار التابعين وخيار المسلمين. ومما يؤسف له أنهم لا يزالون يذكرون اسمه بالسيادة إلى اليوم.
ويرجع إلى ترجمة سائر كهنة اليهود بكتابنا الأضواء الطبعة الثالثة.
كيف كان يتلقى عن كعب الأحبار:
روى أبو هريرة عن رسول الله " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل لله خيرا إلا أعطاه إياه، وفى يوم الجمعة خلق آدم وفيه أهبط إلى الأرض، الحديث - وروى مالك عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال: قدمت الطور فوافقت كعبا فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله حديث يوم الجمعة، فقال كعب: فيه خلق آدم! وفيه هبط إلى الأرض، الحديث (2).
وبذلك يكون أبو هريرة قد حدث ببعض الحديث عن رسول الله، ثم تلقى بعضه عن كعب ونسب الحديث كله إلى النبي.
ومما يدلك على أن هذا الكاهن الداهية، قد طوى أبا هريرة تحت جناحه حتى جعله يردد كلامه بالنص، ويجعله حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله ما نورد لك شيئا منه.