خرافاته، وكان المسلمون يرجعون إليه فيما يجهلون، وبخاصة بعد أن قال لقيس ابن خرشة هذه الأكذوبة: " ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة التي أنزل على موسى ما يكون عليه، وما يخرج منه. (1) " ومن أجل ذلك هرع أبو هريرة إليه، ليأخذ منه ويتتلمذ عليه، وسال سيل روايتهما، ولا سيما بعد أن خلا الجو لهما، بموت عمر واختفاء درته.
ولا يزال هذا السيل يتدفق بالأحاديث الخرافية والمشكلة. وقد سمعت مرة من أحد أحرار الفكر المحققين أن أبا هريرة وكعبا هما اللذان أفسدا الاسلام بما بثا فيه من الخرافات والأوهام ومن عجيب أمر هؤلاء الذين يطلقون عليهم جمهور المسلمين أنه على رغم ما قيل فيهما، وما ثبت من أكاذيبهما ثبوتا بينا، لا يزالون يثقون بهما، ويأخذون بما يرويانه وفيه ما لا يقبله عقل صريح ولا نقل صحيح ثم يجعلون الأول من خيار التابعين ويجعلون الآخر راوية الاسلام من بين جميع المسلمين.
كيف اتصل أبو هريرة بكعب الأحبار وتتلمذ عليه:
روى ابن سعد في طبقاته الكبرى عن عبد الله بن شقيق أن أبا هريرة جاء إلى كعب يسأل عنه. وكعب في القوم، فقال كعب ما تريد منه؟ فقال:
أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله أن يكون أحفظ لحديث رسول الله منى! فقال كعب: أما إنك لم تجد طالب شئ إلا سيشبع منه يوما من الدهر إلا طالب علم، أو طالب دنيا! فقال أبو هريرة: أنت كعب؟ فقال:
نعم، فقال: لمثل هذا جئتك (2).
إنني جئتك لأطلب عندك العلم، وأستقي من معينك الغزير، وقد وجد كعب بغيته في أبي هريرة الذي يزعم أنه أحفظ الناس لحديث رسول الله، وأنه نعم التلميذ النجيب الذي يحمل عنه ما يريد بثه مما يفسد عقائد المسلمين.