كنت من أهل الصفة فظللت صائما فأمسيت وأنا أشتكي بطني، فانطلقت لأقضي حاجتي، فجئت وقد أكل الطعام، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام لأهل الصفة، وقلت: إلى من أذهب؟ فقيل لي، اذهب إلى عمر بن الخطاب، فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة، فانتظرته فلما انصرف دنوت منه، فقلت:
أقرئني! وما أريد إلا الطعام! قال: فأقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب، فأبطأ فقلت ينزع ثيابه! ثم يأمر لي بطعام! فلم أر شيئا!
وروى البخاري (1) عنه قال: والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه من المسجد، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله وما سألته إلا (ليشبعني) - فمر ولم يفعل ثم مر عمر بي فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فلم يفعل - الحديث وروى البخاري عن أبي هريرة قال:
أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب. فاستقرأته آية من كتاب الله، فدخل داره وفتحها على فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع!
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث (فاستقرأته آية) أي سألته أن يقرأ على آية من القرآن، آية معينة، على طريق الاستفادة وفى غالب النسخ (فاستقريته) بغير همزة - وهو جائز على التسهيل، وإن كان أصله الهمزة (2).
وبينما يقول ابن حجر ذلك، إذ ببعض الجهلاء الذين ردوا علينا يقول إنها من القرى!
وروى البخاري عنه قال: لقد رأيتني وإني لاخر فيما بين منبر رسول الله إلى حجرة عائشة مغشيا على فيجئ الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أنى مجنون وما بي من جنون! ما بي إلا جوع (3).
.