اتهمه الصحابة وكذبوه فيما يروى حتى كان أول راوية اتهم في الاسلام، ولا نتوسع في تفصيل تاريخه بعدما بيناه في كتابنا.
وبعد ذلك كله وغيره مما فصلناه في كتابنا يخرج أناس من آخر الزمان ويقولون عنه (إنه راوية الاسلام)! لقد كان واجبا على علماء المسلمين كافة أن يهبوا في وجه الذين قالوا بذلك فيبينوا لهم مبلغ ضرر ما وقعوا فيه ومقدار ما جنوا على الدين وعلى الذي جاء به صلى الله عليه وآله! ولكن وا أسفا فإنا لم نجد من قام منهم بما يوجبه عليه الدين والعلم، وبخاصة علماء مصر جميعا فقد سكتوا عما اقترف العجاج وشيوخه (وأكلوا جميعا حلاوة سد الحنك) كأنهم راضون عنه! ولم يخفف الامر علينا إلا أن رأينا عالما كبيرا من غير مصر قد انبرى لمؤلف هذا الكتاب وشيوخه، فدحض كل ما سطروه وما افتروه بأدلة قاطعة، وبينات مسلمة، لا تقبل الجدل، ولا يقف في سبيلها أي اعتراض أو مكابرة - ثم وجه اللوم الشديد إلى وزارة الثقافة المصرية التي أعانت على طبع ونشر كتاب العجاج على تفضلها ومنحه فوق ذلك منحة كبيرة.
وهذا العالم المفضال هو الشيخ عبد الله السبيتي في كتاب ألفه باسم (أبو هريرة في التيار) جزاه الله عن الدين والعلم أحسن الجزاء.
معذرة قد يلاحظ القراء على أسلوبنا في هذه الالمامة وفى مقدمة هذه الطبعة شيئا من العنف والتهكم، ويقولون: أما كان الأجدر بنا أن نتخذ في ردنا غير هذا الأسلوب سبيلا! ونحن لا ننكر ذلك ولا ندفعه، ونصرح بأننا لم نتخذ هذا الأسلوب إلا مضطرين، ولا سلكنا هذه السبيل إلا مرغمين، ذلك بأن هؤلاء القوم الذين نخاطبهم قد اتفقت كلمتهم على عداوتنا (1) وتظاهروا على