مذهلة عن الحديث، وعن الوضاعين والمزيفين - ثار حوله جدل ونقاش مريران سواء في مصر أو في سائر الأقطار الاسلامية العربية التي أغلب أهليها من أهل السنة، وأصبح موضع هجوم ونقد وانتقاص وتجريح من ذوي العقول المتحجرة والجمود الفكري من كل فئة وطائفة، لأنه قد تجرأ - وعلى غير المألوف - لنقد واحد من صحابة الرسول الأكرم، وتجاسر على وضعه تحت منظار النقد والتحليل الجرئ، وعلل وحقق ودقق جميع روايات أبي هريرة الغزيرة التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعرض شخصيته ومروياته لموجة عاتية من النقد والتجريح والاعتراض.
وبديهي أن إقدام المؤلف على مثل هذا العمل الذي قد يبدو لأول وهلة في هذه البيئة أمرا غير صحيح! أو ليس بالسهل (على أقل تقدير) لأنه يعد لطمة قاسية لعقائد أناس ظلوا زمنا طويلا يشيعون أبا هريرة بنظرات التقديس والاحترام مؤمنين بصدق رواياته، ويتقبلونها قبولا حسنا، يضاف إلى ذلك أن هذا العمل يعد هجوما مثيرا على واحد من أصحاب النبي الأكرم كان له شرف صحبته ولو لمدة قليلة، ولكن المؤلف لم يكن ليغيب عن ذهنه ما أحدثه التقدم العلمي والعقلي والفكري في عالمنا المعاصر من تطورات وانقلابات في شؤون الناس وفى جميع الميادين خصوصا بعد أن عرضت لتغيرات واتجاهات جديدة في عقائدهم وعاداتهم وآدابهم حفزت نتيجة لهذا الأسلوب في التفكير أكثر الناس لكي يهبوا لتمحيص كل ما يقع تحت أنظارهم ولا سيما فيما يتعلق منها بالعقائد الدينية.
والموضوعات المذهبية، وليبحثوا عن أصل كل شئ ومنشئه، ويقفوا على سببه وعلته، وليسألوا عن دليله وبرهانه ومستنده.
إن هذا الكتاب يدل على صدق معتقد المؤلف وأمثاله ممن يضمون بين حنايا أضلعهم إحساس الغيرة على الدين الاسلامي ويتعلقون بأهداب شريعته، وأنهم يقفون بالمرصاد للمعاندين والمغرضين والمنتقصين، خصوصا أن كثيرا منهم على حق في بعض ما يأخذونه على الدين، مما لا ينطبق ومنطق العقل أو العلم مما لا يصح أن يسكتوا أو يقفوا حياله مكتوفي الأيدي، ويكتفوا بالاستماع إلى اعتراضات المعترضين، ومآخذ المغرضين، ويستمرئوا طعون الطاعنين من أعداء