عثمان بعد عمر في ظروف لا نتوسع بتفصيلها - وكان أمويا منهم - فما لبث أن وطأ لهم ولبني أبى معيط من رقاب المسلمين وخالف بذلك وصية عمر ما كان بين بنى أمية وبنى هاشم في الجاهلية:
أما ما كان بين بنى أمية وبنى هاشم في الجاهلية فإنا ندع القول فيه للمؤرخ الكبير المقريزي فقد سجله في كتابة " النزاع والتخاصم فيما بين بنى أمية وبنى هاشم ".
وإليك بعض ما قاله في ذلك:
" إني كثيرا ما كنت أتعجب من تطاول بنى أمية إلى الخلافة مع بعدهم من جذم (1) رسول الله وقرب بنى هاشم، وأقول: كيف حدثتهم أنفسهم بذلك!
وأين بنو أمية، وبنو مروان بن الحكم طريد رسول الله ولعينه من هذا الحديث مع تحكم العدواة بين بنى أمية وبنى هاشم في أيام جاهليتها! ثم شده عداوة بنى أمية لرسول الله، ومبالغتهم في أذاه، وتماديهم على تكذيبه فيما جاء به منذ بعثه الله عز وجل، بالهدى ودين الحق، إلى أن فتح مكة شرفها الله تعالى فدخل من دخل منهم في الاسلام! فلعمري لا بعد أبعد مما كان بين بنى أمية وبين هذا الامر إذ ليس لبني أمية سبب إلى الخلافة، ولا بينهم وبينها نسب..
وقد كانت المنافرة لا تزال بين بنى هاشم، وبين عبد شمس بحيث إنه يقال إن هاشما وعبد شمس ولدا توأمين فخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم وقد لصقت إصبع أحدهما بجبهة الآخر فلما نزعت دمى المكان فقيل سيكون بينهما أو بين ولديهما دم فكان كذلك.
ويقال: إن جباههما كانت ملتصقة بعضها ببعض، فأخذ السيف ففرق بين جباههما:
وكانت المنافرة بين هاشم بن عبد مناف بن قصي، وبين ابن أخيه أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف، وأصبح هاشم بعد هذه المنافرة منفردا بزعامة بنى عبد مناف بمكة.