ما علم ثبوته من الدين ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته " ع " مع تواتره وذهب آخرون إلى انهم فسقة وهو الأقوى انتهى واستبعدت العامة أن يجتمع جمهور الصحابة على الفسق والضلال بل رأوا أن ذلك من المحال وأي استبعاد في ذلك وهؤلاء أصحاب موسى نبي الله " ع " وهم ستمائة ألف انسان وقد شاهدوا الآيات والمعجزات وعرفوا الحجج والبينات لم يستحل عليهم أن يجتمعوا على خلاف نبيهم " ع " وهو حي بين أظهرهم حتى خالفوا خليفته وهو يدعوهم ويعظهم ويحذرهم من الخلاف وينذرهم فلا يصغون إلى شئ من قوله ويعكفون على عبادة العجل من دون الله عز وجل.
ثم قد تضافرت الأخبار عن أمير المؤمنين " ع " في التظلم من قريش والعرب الذين هم الصحابة من وجوه ليس لانكارها سبيل وهو " ع " أجل من أن يقول غير الحق وكفاك بخطبته المشهورة المعروفة بالشقشقية تظلما وتألما وشكوى وهي قوله " ع " أما والله لقد تقصها ابن أبي قحافة وأنه ليعلم أن محلى منها محل القطب من الرحى ينحدر عنى السيل ولا يرقى إلى الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفى العين قذى وفى الحلق شجى أرى ترائى نهبا حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده ثم تمثل بقول الأعشى:
(شتان ما يومى على كورها) (ويوم حيان أخي جابر) فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة أن أشنق لها خرم وأن أسلس لها تقحم في الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض فصبرت على طولة المدة